بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي جعلنا أُمَّة مسلمة دينها الإسلام دين الحنفية لأبينا إبراهيم عليه السلام دين الفطرة هو سمّانا المسلمين،
قال تعالى (مِلَّةَ أَبيكُم إِبراهيمَ هُوَ سَمّاكُمُ المُسلِمينَ مِن قَبلُ وَفي هذا لِيَكونَ الرَّسولُ شَهيدًا عَلَيكُم وَتَكونوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ ﴾ [الحج: ٧٨]،
حقاً أنه دين عظيم لمن وفّقه الله للعمل به في كل شئون حياته دين عبادة ودين معاملة ودين أمانة وأخلاق ومن عمل به بكل أمانة وأخلاص فلن يضل ولا يشقى،
ولكن بمقولة لكل قاعدة شواذ قد يوجد في مجتمعنا المسلم من وازعهم الديني ضعيف وأمانتهم تخرج عن قيم الإسلام وفطرته السمحة،
فمبعث هذا الإستهلال أيها القارئ الكريم ما تطالعنا به هيئة مكافحة الفساد ( نزاهة )بين فترة وأخرى عن مباشرة قضايا فساد في أجهزة وقطاعات الدولة المختلفة والمزعج في الأمر أنها تشمل كآفة أطياف موظفي الدولة ورجال أعمال وغيرهم من شرائح المجتمع- من كبار موظفي الدولة مدنيين وعسكريين على مختلف وظائفهم ورتبهم العسكرية وموظفي القطاع الخاص- لدرجة يوحي بأن الأمر ليس بالهيّن مع كثرة القضايا وتقارب أوقات مباشرتها مما يؤكد وجود خلل مكتسب في سلوكيات من أندرجوا تحت طائلة الإتهام لدرجة أن الطمع بالحصول على المال قد طغىٰ على الأمانة لديهم والتي قد تتأثّر قوةً وضعفاً بمقدار وازعهم الديني،
أعتقد أن الأمر يحتاج لمراجعة مبدأ الدين النصيحة وكيفية تفعيله معززاً بشواهد ممن عثرت بهم سلوكياتهم في خيانة الأمانة واستمراء التغافل عنها في المعاملة فيما بين أطراف التفاوض لمشروع معيّن لعل وعسى أن يكون لذلك التناصح أثر أثناء إجراءات إقرار أي مشروع يتطلّب تنفيذه ميزانية مالية قد تكون مدعاة لرفعها مرات ومرات لتغطية جوانب الفساد المالي في ميزانيّته قال تعالى ﴿وَقُلِ اعمَلوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُم وَرَسولُهُ وَالمُؤمِنونَ وَسَتُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾ [التوبة: ١٠٥]،
كما يجب على هيئة مكافحة الفساد عدم إغفال النواحي النفسية والإجتماعية التي كان لها دور في جنوح بعض المسؤولين لإستمراء الرشوة وفقد فضيلة الأمانة ونحن أُمّة مسلمة ومجتمع مسلم نؤاخذ على الخروج عن المنهج الإسلامي النزيه ونُحاسب على ذلك الخروج كما أن رفع عقوبة الرشوة إلى عقوبة مغلّظة قد يكون رادعاً قوياً على طريقة آخر العلاج الكيّ،
لأن الأحصائية في تصاعد مستمر رغم جهود الدولة في مكافحتها وأول تلك الجهود ما قامت به القيادة حفظها الله من توجيهات قوية فيمن شملتهم الحملة الأولى والتى كانت نتائجها إيجابية وأعادت لخزانة الدولة أكثر من 400 مليار ريال وقد حاولتُ ذكر إحصائية وبمراجعة موقع نزاهة وجدتُ القضايا كثيرةوفي أوقات متقاربة جداً ففي الفترة الماضية باشرت نزاهة (120) قضية شملت (184) مواطن ومقيم وهذا شئ محزن،
الفساد مرض إجتماعي يحتاج علاجه لسنوات طويلة ولكن بحزم وصدق ورقابة قوية في تطبيق الأنظمة والتعليمات لأنه قد يترتب أحياناً على قضايا الفساد فساد فنرجع لقاعدة مفسّر الماء بعد الجهد بالماء وفقكم الله ورعاكم@
كتبه ع.م/ علي بن عبدالله
الطاير الأسمري
حررف1442/8/13 هجري