وين تروح ؟ بأروح بيشة ، من وين جيت ؟ جيت من بيشة ... لا عجب من تلك الأسئلة التي كانت تتردد على أسماعنا من حينٍ لآخر ، فقد كانت بيشة مقصدًا و مصدرًا للخيرات و قد حظيت بيشة التاريخ و الرجال و بيشة العيشة بالإهتمام منذُ بدايات توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله ، ففي عام ١٣٣٦هـ كانت بيشة أول من شَرُف بتأسيس الإمارة و المحكمة الشرعية و مالية بيشة على مستوى المنطقتين الغربية و الجنوبية ، و في عام ١٣٥٤هـ تم إفتتاح أول مدرسة إبتدائية نظامية على مستوى المنطقة الجنوبية ، و في عام ١٣٧٣هـ تم تأسيس مطار بيشة ليكون أول مطاراً في المنطقة الجنوبية ، و كانت طائرة الملك سعود رحمه الله أول طائرة تهبط فيه .
لم تكن بيشة فيما مضى فقط أرضاً خصبة لزراعة النخيل و الحبوب و الفواكه و الخضار أو مجرد مكانًا يستهوي و يستقطب الكثير ممن هُم خارجها للعيش فيها ، بل أن موقعها الجغرافي المتميز جعلها بمثابة المثلث الذهبي الذي يتوسط عدد من مناطق المملكة و الذي فيه تتم التجارة البينية و من خلاله يتنقل الأفراد و تُنقل البضائع و المنتجات إلى مختلف الوجهات ، و قد ظلت بيشة لعقود و هي تحظى بهذه الأهمية الجغرافية و الجاذبية ، إلَّا أن النهضة التنموية الشاملة لكافة مناطق المملكة أوجدت العديد من البدائل و المنافذ و التي جعلت بيشة تتراجع و بالتالي فقدت بريقها و أصبحت بالنسبة للبعض معبراً و نقطة للتزود بالوقود .
ختاماً ، ماذا يُخطط أمير عسير لبيشة ؟ فقد تم تعيين محافظ جديد بمستوى أمير ، و رئيس بلدية جديد له تاريخ في الإنجاز ، و مشروع طريق جديد قيد الإنشاء من بيشة إلى العلاية و أيضاً مشروع طريق بيشة - خميس مشيط ، و جامعة وليدة تُسابق الزمن للرقي بمخرجاتها و إثبات تميزها ، إضافة إلى موقع بيشة المُتميز ، ... إلخ .
لا شك أن هذه المقومات و هذا الإهتمام ستُعيد بيشة إلى وهجها و عصرها الذهبي و لكن بثوب عصري جديد .
وفقني الله و إياكم لما فيه الخير و السداد