سَنُشاهد بعد أيامٍ قليلة مظاهر غير مألوفة في مجتمعنا السعودي ، ففي ١٠/١٠ ستنطلق فرصة العمر كما يحلو لبعض أخواتنا و بناتنا تسميتها ، و في ذلك التاريخ سيُصبحنَّ النساء خلف مقود المركبات بدلاً من المقاعد الخلفية المُريحة الآمنة ، و سيخضنَّ مع الرجال معارك الطرق و زحمات الشوارع و شُح المواقف و بالتأكيد سيحصلنَّ على نصيبهنَّ من الحوادث و المخالفات و شيءٌ من الشتائم كما يحدث لنا نحن الرجال .
في الحقيقة أنني لست من المعارضين لقيادة المرأة و لا من المؤيدين و من أرادت الشقاء و العناء فلها ذلك ، و لكنني مع التطبيق الصحيح لأي نظام تُصدره الدولة ، فإذا فرض ولي الأمر نظاماً يرى فيه مصلحة للمواطن أو للدولة فإن على الجهات المعنية بهذ النظام أن تكون على قدر المسؤولية عند تنفيذه و تطبيقه على الوجه الصحيح ، و أن لا تُصبح هذه المصلحة التي أرادها ولي الأمر مشقةً و عبئاً على المواطن بسبب تقاعس و تقصير الجهات ذات العلاقة ، و لنا في شركة المياه الوطنية خير مثال التي لا زالت تتخبط في فواتير المياه منذ صدور النظام الجديد للتعرفة و حتى الآن .
أنا لا أخشى من قيادة المرأة للسيارة فقد تكون أهدأ و آمن على المجتمع من بعض السائقين الذكور و خاصة المتهورين الذين لا يَرَوْن إلا أنفسهم في الطرقات ، و لكنني أخشى عليها هي من الإعصار المروري الذي ينتظرها ، و ما أخشاه أيضاً هو التجهيز و التنظيم لهذا الحدث الهام ، فأداء المرور و تواجدهم في الميدان هذه الأيام لا يسر ، فما الذي سيحدث إذا إستمر هذا الحال من التقصير مع بدء قيادة المرأة للسيارة ، فالمرأة قد تتحمل الزحام و الإختناقات المرورية ، و لكنها بالتأكيد لن تستطيع أن تتحمل الساعات الطوال في الشارع أو على الطرق السريعة لإنتظار من يُباشر أي حادثٍ قد يقع لها ، إذا علِمنا من واقع التجربة أن مُباشرة الحوادث من الجهات المختصة يستغرق في بعض الحالات بِضع ساعات ، و قِس على ذلك بقية الأمور ذات الخصوصية بالمرأة .
و في الختام ، فإنني أهمسُ في أُذن كل رجل و خاصةً الشباب بأن المرأة التي ستقود السيارة و تُشاركك الطريق ، هي أُمك و زوجتك و أُختك أو إبنتك و تعلم ماذا أقصد ؟ و أنصح أيضاً كل أُخت و إبنة بأن تُفكر كثيراً قبل أن تخوض غِمار القيادة ، خاصةً إذا كانت ليست مضطرةً لذلك ، فسياقة السيارة في هذا الوسط المروري المرعب المنفلت ليست بالأمر السهل و الآمن للرجال ناهيك عن النساء ، و أنني و الله لأرتعب و أُصاب بالفزع عندما أضطر لدخول بعض الطرق الدائرية حول المدن من هول ما أُشاهده من تهور و تجاوز لأنظمة المرور و كأنني في حلبة سباق للسيارات .
وفقني الله و إياكم لما فيه الخير و السداد
التعليقات 1
مسفر بن سعيد
الأحد _17 _يونيو _2018AH 17-6-2018AD في 1:24 م[3] رابط التعليق
وفقك الله أبا علي
قراءة ممتازة للموقف، وإرشادات مهمة من مسؤول أمني سابق.