فجع المسلمون بحادثة اقضت المضاجع، وجددت المواجع، وأسالت المدامع، فُقِد فيها الأب والأخ والصديق والقريب والحبيب ورجل أمن، تجمعهم مهمة واحدة وهدف واحد وهو حماية الدين والوطن من كل معتد أثيم، ضحوا بأنفسهم لتعلو راية دينهم ووطنهم.
في حادثة عسير،
اتجه الجنود إلى بارئهم، عصموا بكلمة التوحيد دماءهم، و في بيت من بيوت الله، وبين يدي الله، مكبرين وداعين ومصلين، آمنين مطمئنين، و لكن يدي العدوان والضلال والتخريب لم تأبه بعصمة الله ، ولا بحرمة بيوت الله، فقتلوا عباد الله في بيوت الله،
بغيا وعدوانا،
جهلا وضلالا،
تدميرا وتخريبا.
ضربوا بثوابت الدين وأسسه و قيمه عرض الحائط، فلم يحفظوا لذي حرمة حرمته، ولا لذي عهد عهده، ولا لذي ولاية ولايته.
ضرب الجهل بأدمغتهم أطنابه،
وأقام الحقد بأفئدتهم أركانه،
وبنى البغي بأنفسهم أسواره،
والمؤسف حقا أن من بغى وطغى، وفجّر وقتل، هم من أبناء وطننا وبني جلدتنا، يدينون بديننا، ويعيشون بيننا، وينتسبون لنسبنا، ولكن أخذتهم أيدي البغي والجهالة والضلالة، فانساقوا خلفها، وشربوا من معينها، فأصبحوا للعدو يدا وآلة،
فشوهوا للدين صورته،
وحققوا للعدو بغيته،
وسفكوا الدم واستحلوا حرمته.
ومع هذا وذاك فما زادنا ذلك إلا ثباتا على الحق، واصرارا على المبدأ، ويقينا بأن يوم البغي والضلال سينجلي بإيماننا بنصر الله، والتفافنا حول قيادتنا، ومحاربة أهل الفكر المنحرف الضال، متسلحين لذلك بشريعتنا، وموجهين ومربين لأبنائنا ومجتمعاتنا بخطر هذه الشرذمة، متجهين بدعواتنا إلى بارئنا بأن يحفظ أمننا وإيماننا ووطننا وشبابنا من كل سوء، وأن نكون يدا واحدة ضد كل من يحاول العبث بوطننا ومقدراته وقيمه.