لم يكن ليتحقق النصر الدبلوماسي العربي بشأن الوضع في اليمن لو لم يكن هناك جُهد دبلوماسي خليجي جبار بقيادة المملكة يضرب بأطنافه في أروقة الامم المتحدة منذُ عدة أسابيع ؛ و لم يكن ليتحقق لو لم يكن هناك إصرار على وحدة الكلمة للدول العربية المعنية تجاه هذا المشروع ؛ و لم يكن ليتحقق لو لم يكن هناك عمل عسكري حازم و قائم لدول التحالف بقيادة المملكة لدحر المليشيات الحوثية المتمردة و من يقف معها للعبث بأمن اليمن و مواطنيه . كل هذه العوامل كانت كفيلة بإنتزاع مشروع القرار من أنياب أعضاء مجلس الأمن و خاصةً روسيا التي أمتنعت عن التصويت ، هذا المشروع الذي قصمَ ظهر الحوثيين و علي صالح و مؤيديهم ، و شرعنَ عمليات عاصفة الحزم بكل جوانبها ، فلله الحمد و المنة . إن قوة أي دولة تتبلور في التكامل العسكري و الاقتصادي و الدبلوماسي و الذي يُحقق للدولة أهمية و قبول لدى المجتمع الدولي ، و هذا ما يلحظه المراقبون في العهد الجديد للمملكة بقيادة الملك سلمان ، فنجد أن هناك ديناميكية في السياسة الخارجية للمملكة لا تهدى لكسب المزيد من التأييد الدولي للقضايا الإقليمية و الدولية ، فضلاً عن التأثير في مجرى السياسات الدولية المختلفة ؛ و أيضاً نجد أن هناك توجه جاد لبناء قوة عسكرية ضاربة للحفاظ على أمن المملكة و من يتعرض للخطر من الدول الإقليمية كما هو حال اليمن الشقيق هذا اليوم ، فما أجمل أن تعيش هذ النهج الجديد لحكومتنا الرشيدة للإعتماد على الله ثمٌ على المقومات الذاتية للوطن . بقي أن أوكد أن المملكة و منذُ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله ليست من دُعاة الحروب و لا تتدخل في شؤون الدول الاخرى و هي دوماً تجنح للسِلم و السلام ما دامت مصلحة الوطن تتحقق ، و لكنها تجنح عنه مُجبرةٌ عندما تغلّب مصلحة الوطن و الأمة .
و أخيراً فإننا لا ننسى الجهود التي قام بها مندوب المملكة لدى الامم المتحدة ؛ السفير / عبدالله المعلمي ، و الذي أبلى بلاءً حسناً حتى تحقق هذا النصر ... فجزاه الله خير الجزاء .
د . مبروك بن عبدالله المسفر