التغيرات المتسارعة والتطورات المتتالية فرضت اوجها اخرى في التعاطي مع الاحداث الاجتماعية فماكان يبنى في يوم قد يحتاج الان الى ايام وماكان لايهدم اصبح يهدم في دقائق معدودة وقد انقسمت المجتمعات ازاء ذلك الى فئات .
ففئة قررت المضي في اهدافها الاجتماعية وتطلعاتها الانسانية بغض النظر عن مواقف الاخرين فهي ترى من ناحية انها الاجدر والاولى وترى من ناحية اخرى ان الطريق سمح لمن يرغب اللحاق بها لكنها لن تنتظر المسوفين والمثبطين فلايجب اتهام هذه الفئة بالتهميش قبل ان نلتحق بها ونعمل معها .
وهناك فئة اخرى امتهنت التطنيش فهي ترى الاحداث وتعي التطورات لكن كأن الامر لايعنيها وان تحركت كانت حركتها اشبه بذر الرماد في العيون لذا يجب علينا جميعاً مسؤولية استنهاظ هذه الفئة ومصارحتها وتذكيرها بين الفينة والاخرى بالدور المنوط بها خاصة اذا كانت فئة مؤثرة ولها اتباع ومريدين .
اما الفئة الاخيرة فهي التي اشتغلت بالتعفيش وهي كلمة مشتقة من عفاش وهذه الفئة تقتات على الهدم والتخريب ودق الاسافين ومحاربة الافكار وتفريق الجموع يتصيدون الاخطاء ويعارضون الاراء وينتقدون ولاينصفون .